كيف أكون محبوبة؟ كيف أستطيع أن أكسب من حولي؟ كلٌّ منّا يرنوا إلى أن يكون محبوبًا لمن حوله، كطبيعةٍ بشرية تنمو وتكبر معنا، حاجتنا للحب، لأن نكون محبوبين ومرغوبين.. فما هي الوسائل؟! «حتى أُحبَّه»: اطلبي حبّ الله تعالى أولًا، واسأليه أن يجعلك من عباده المحبوبين، محبة الله هي الأوْلى وهي الطريق لمحبة الناس، فإن الله إذا أحبّ إنسانًا نادى في ملائكته، ثم ألقى محبته في قلوب عباده..
ابتسمي: كوني ملكة بابتسامتك، اجعليها سمة شفاتكِ، وأهديها لمن تقابلين، ابتسامة واحده تكفل لك أجر (صدقة).
انشري السلام: أن تكوني البادئة بالسلام يعني أنكِ حققت سنَّة نبوية تكاد أن تندثر، فالسلام على من عرفتِ ومن لم تعرفي يعني أن لك نفسًا رحبة تتسع لجميع الخلقية، وروحًا جميلة، وتذكري أن في السلام طمأنينة، وأن المصالحة تطيح بالذنوب وتقوي الروابط وتزيد من المحبة.
لا تكوني كَقِمَّة الجبل ترى الناس صغارًا، ويراها الناس صغيرة: تواضعي فالتواضع من أهم وسائل جذب قلوب الآخرين، والناس تنفر ممن يستعلي عليها ويتكبر، اجعلي التواضع سِمتك حتى لو كان من أمامكِ أقلّ منك شأنًا ومنزلة.
كوني مستمعة جيدة: تعلمي فنّ الإنصات، فالناس تحب من يصغي إليهم، أظهري الاهتمام والتفاعل، وأبدي المشورة إن طُلبت منكِ، وابذلي النصيحة، وحذارِ من المقاطعة!
كفكفي الدمعة، وافرحي: لا تنسى أن تشاركي الناس همومهم، وقدِّمي العزاء والمواساة في مواقف الحزن والفقد، امسحي دمعتهم بيدكِ وخففي من آلامهم، زوريهم في حال المرض وهوني عليهم بأس ما يجدون، وفي المقابل شاركيهم مناسبات الفرح، وابتهجي لأجلهم.
فرِّجي كربة: قدمي مساعدتكِ لمن يحتاجها، ولا تتبعيها بمنٍّ وأذى، واعلمي أن تفريج الكرب من أفضل الأعمال عند الله، وأشدّها وقعًا على النفوس، وسيظهر أثرها عليكِ أولًا قبل من فرجتِ كربته.
لا تكذبي: تصوري كيف سيكون موقفكِ لو علمتِ أن أحدًا ما يكذب عليكِ؟!
حتمًا سيتهاوى من عينك، وأنت لا تدرين أن تظهري بهذا المظهر البشع مطلقًا، ثوب الكذب لباسٌ لا يلاءم شخصيتك المسلمة، تحدثي بالصدق ولا تظهريٍ بمظهرٍ ليس لك، وثقي بأن الصدق منجاة.
أظهري الحب: ماذا سيكون شعورك لو همست لك أختٌ بأنها تحبكِ؟ قطعًا ستفرحين، إذن لماذا لا تمنحين أحدًا من أحبائكِ هذا الشعور؟ تذكري قوله صلى الله عليه وسلم: «إني أحبكَ يا معاذ».
هدية: لا تبخلي بالهدية ولو قلّ سعرها، أهدي من تحبين بطاقة عبّرتِ فيها عن شعورك الصادق، أو طبقًا أعددته، أو وردة، لا تحتقري حجمها فقيمتها المعنوية أكبر وأعمق.
فتشي عن اهتماماتهم: حدثي الآخرين في مجال اهتماماتهم، فبهذا الأمر سيعطيهم انطباعًا مريحًا عنك، واسعي لتنويع تخصصاتك واهتماماتك لتتسع دائرة معارفك وصديقاتك.
اعتذري: ليس عيبًا أن تخطئي أو أن تعترفي بأخطائكِ، فتشي عن من أخطأتِ في حقهم وبادري للاعتذار منهم، والتعريض عما بدر منك، وكوني متسامحة.
تذكري.. إذا أراد الحكيم أن يكون فوق سائر الناس، يجب أن يضع نفسه أدنى منهم.. وإذا أراد أن يكون في مقدمتهم يضع نفسه خلفهم، وهكذا رغم وجوده فوق سائر الناس فهم لا يشعرون بثقله، ورغم وجوده في المقدمة فهم لن يعتبروا ذلك إهانة.
المصدر: مجلة حياة.